تحميل كتاب "نظام التفاهة" (Mediocracy) pdf
كتاب "نظام التفاهة" (Mediocracy) للفيلسوف الكندي ألان دونو، هو نقد لاذع وحاد للنظام العالمي الحديث الذي يرى المؤلف أنه أصبح يرفع من شأن "التافهين" ويضعهم في مراكز القرار.
إليك ملخص لأهم الأفكار التي طرحها الكتاب:
1. صعود "التافهين" إلى السلطة
يرى دونو أننا نعيش في عصر لا يتطلب التميز أو العبقرية للنجاح، بل يتطلب "المتوسط". النظام الحالي يكافئ الأشخاص الذين لا يتحدون المنظومة، والذين يمتلكون مهارات "متوسطة" تمكنهم من أداء الأدوار الروتينية دون إحداث تغيير حقيقي.
2. مفهوم "الحوكمة" بدلاً من "السياسة"
ينتقد المؤلف استبدال السياسة (بمعناها القائم على المبادئ والنقاش) بـ "الحوكمة" (بمعناها الإداري والتقني). أصبح السياسي مجرد "مدير" ينفذ أجندات الشركات الكبرى، وتحول الشأن العام إلى مجرد "إدارة تقنية" خالية من القيم والأهداف الكبرى.
3. تحول الجامعة إلى "مدرسة تجارية"
يشير الكتاب إلى أن الجامعات لم تعد مراكز لإنتاج الفكر النقدي، بل تحولت إلى مراكز لتدريب "الخبراء" الذين يخدمون السوق. الطالب لم يعد باحثاً عن الحقيقة، بل زبوناً يبحث عن مهارة تؤهله ليكون "برغياً" في آلة النظام.
4. سيطرة "الخبراء"
يهاجم دونو مصطلح "الخبير"، معتبراً أن الخبير في هذا النظام هو الشخص الذي يبيع معرفته لجهة ما (شركة أو حكومة) مقابل المال، ولا يملك استقلالية فكرية. هؤلاء الخبراء هم من يشرعنون القرارات التافهة ويجملونها للناس.
5. الرغبة في "الوسطية" القاتلة
النظام يفرض على الجميع أن يكونوا "وسطاء" (Middle-of-the-road). أي شخص يحاول أن يكون عميقاً، أو يطرح تساؤلات أخلاقية جذرية، يتم إقصاؤه أو تهميشه بوصفه "معقداً" أو "غير واقعي".
النتيجة التي خلص إليها الكتاب:
لقد أدى هذا النظام إلى "سيادة التافهين" في الفن، والسياسة، والاقتصاد، والإعلام، مما نتج عنه تدهور في الذوق العام، وغياب للعدالة الاجتماعية، وتحول الإنسان إلى مجرد مستهلك أو موظف لا يفكر في عواقب أفعاله.
مقولة شهيرة من الكتاب:
"لا لزوم لهذه الكتب المعقدة، لا تكن فخوراً ولا روحانياً، فهذا يظهرك متكبراً.. طأطئ رأسك وبادر بالانحناء، لقد تغير الزمن."
