مكتبة كل الكتب مكتبة كل الكتب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كيف اساعد طفلي على التركيز في المذاكرة؟



كيف اساعد طفلي على التركيز في المذاكرة؟


عادة ما يعود طفلك إلى المنزل بعد قضاء يوم دراسي طويل مليء بالحركة والجهد فيبدو عليه ملامح التعب وعدم القدرة على المذاكرة أو أداء الواجبات الدراسية، بل في كثير من الأحيان يتهرب من ذلك باللعب أو مشاهدة التليفزيون أو النوم لفترات طويلة. لذلك تبدأ بينكما خلافات ومناوشات يومية ومتكررة لمحاولتك جذبه للمذاكرة بالإجبار، لكن استعيضي عن هذه الطرق التي تنفر طفلك من المذاكرة بأفكار وأنشطة أخرى يمكنكِ أن تشتركي فيها مع طفلك لتساهم في تحفيزه على المذاكرة وتجدد طاقته حتى يستطيع التركيز فيما يستذكره..

وها هو يوشك العام الدراسي على الانتهاء وتوشك ابنتي ذات الثمانية أعوام على تأدية الاختبار النهائي لهذا العام، وما أدراكم بفترة الاختبارات ولا أوجه سؤالي هذا للأمهات بالطبع، فجميعنا نعلم جيداً ماهي فترة الاختبارات بالنسبة لنا كأمهات، وعن نفسي ينقلب بيتي رأساً على عقب ويصبح أشبه بساحة للمعركة.


ومهما وعدت نفسي وطفلتي ألا أتوتر وأفقد أعصابي، تبوء محاولاتي في النهاية بالفشل وأفقد أعصابي ونخرج كلتانا منهكتين من تلك المعركة، لذلك فقد قررت أن أقف قليلاً أبحث عن السبب الذي يجعلنا دائماً نصل معاً لطريق مسدود.

وتوصلت أن السبب وراء توتري في أوقات المذاكرة هو قلة تركيز طفلتي وإصراري على تكرار نفس الأسلوب معها دون تغيير.

فهي تتحرك كثيرًا وتنشغل بالعديد من الأمور الأخرى، مثل مشاكسة أخيها الأصغر أو السرحان وعدم الانتباه لما أقول، وبمناقشة المشكلة مع صديقاتي اكتشفت أنني لست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة.

لذلك قررت البحث عن طرق لعلاج التشتت وعدم التركيز لدى طفلتي، وسوف أشارككم بها بما أن المشكلة هي مشكلة عامة لدى الأطفال في هذا السن.

بعض النصائح التي يمكنكِ الاعتماد عليها لمساعدة طفلك على التركيز في المذاكرة:


– عليك معرفة أن المهمة ليست مستحيلة فهوني على نفسك، فأي أم يمكنها مساعدة طفلها على تجاوز مشكلة عدم التركيز بتشجيعه على استخدام مهاراته العقلية المختلفة، وجذب انتباهه لما يستذكره بمشاركته في الأمر، بحيث لا يكون دوره منصتًا فقط بل متفاعلًا أيضًا.


– احرصي على إعداد نظام غذائي لا يحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية العالية لطفلك، حيث أن الأطعمة التي تحتوي عليها بشكل كبير تقلل من قدرة طفلك على التركيز والاستيعاب، واهتمي بدلاً من ذلك بإدخال الخضروات والفاكهة كعناصر أساسية في نظام طفلك الغذائي.

– هيئي مكاناً هادئًا للمذاكرة يكون بعيدًا عن أي شيء قد يشغل طفلك، كالابتعاد عن صوت التليفزيون والأصوات العالية لمساعدته على زيادة تركيزه، وكذلك فإن لنظافة الغرفة التي يذاكر بها طفلك أهمية كبيرة في استيعابه وتركيزه، لذلك ساعديه في تنظيم غرفته بما يريحه ويجعله أكثر رغبة في المذاكرة.


– أعدي قائمة بالواجبات التي يجب أن يقوم بها طفلك واشركيه في إعدادها، حتى يعلم ما يجب عليه فعله ويشعر بالمسؤولية.


– استخدمي هواياته المفضلة كعنصر محفز ومشجع له، وعلميه أهمية تنظيم الوقت وأن هناك أوقاتًا مخصصة للهوايات وأوقاتًا أخرى لإنجاز واجباته والمذاكرة فمن شأن ذلك أن يساعده كثيرًا على تنفيذ الأولويات المطلوبة منه.


– إجعلي وقت المذاكرة مسليًا ومشوقًا لطفلك، فطبيعة المذاكرة ليست لطيفة بالنسبة للأطفال، وابتعدي عن الطرق التقليدية في التدريس بإدخال الألعاب والطرق المبتكرة والمحفزة حتى يستطيع التركيز وحب المذاكرة.


– أعطيه وقتًا للراحة فمعظم الأطفال لا يستطيعون مواصلة التركيز لفترات طويلة، ويمكنك تحديد مدة المذاكرة وفقًا لقدرة طفلك على مواصلة التركيز حتى يستطيع تجديد نشاطه وحيويته واستعادة قدرته على التركيز مرة أخرى.


– ساعديه على تنمية قدارته على التركيز، فمثلاً اطلبي منه أن يقرأ قطعة صغيرة بمقدار حوالي نصف صفحة، ثم اطلبي منه أن يحكي لك ماذا فهم منها, وبيني له أنه قام بقراءتها قراءة صحيحة وفهم المراد منها، فذلك يعزز ثقته ويجعله يشعر بأنه يمتلك بالفعل القدرة على الفهم والتركيز والاستيعاب.


– راقبي قدرة استيعاب طفلك وتركيزه عن طريق حساب عدد الساعات التي يستغرقها لإتمام دراسته بشكل يومي، فإذا لاحظتِ زيادة عدد الساعات عن معدلها الطبيعي فهذا دليل على تراجع تركيزه، أما إذا لاحظتِ قلة عدد ساعات المذاكرة وإنجاز مهامه الدراسية أو ثباتها فهذا دليل على زيادة معدل تركيزه مع ثبات مستواه الدراسي.


– عدم اللجوء أبدًا لمحاولة إجبار طفلك على المذاكرة أو عقابه لعدم التركيز، لأن ذلك سيؤدى حتمًا إلى نتائج سلبية وردة فعل عكسية فيكره الدراسة ويكون هناك ربط وثيق بين الدراسة والعقاب، واحرصي على أن تكوني قدوة لطفلك فحينما يجد أنك تمسكين بكتاب وتقرئين فيه سيقلدك ويحب القراءة والمذاكرة مثلكِ.


أتمنى أن تكون هذه النصائح قد أفادتكم كما أفادتني, وأن تؤتي ثمارها قريباً وتذكري عزيزتي الأم أن لا شيء يبدأ سهلاً ولكن مع الوقت فإن الأمور تتحسن, فكل ما تحتاجين إليه هو بعض الصبر والكثير من الحب.

عن الكاتب

غير معرف

التعليقات


اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لأصحابها

مكتبة كل الكتب