الجريمة والعقاب
لقد بذل دوستويفسكي في هذا العمل الأدبي خلاصة معرفته بالذات الإنسانية ، فمن خلال شخصية راسكولنيكوف و هو بطل الرواية ذهب بنا إلى عمق الصراع الذاتي الداخلي محاولا سبر أغوار النفس البشرية و نكش ملامحها و رفع الحجب التي تغطيها، فأبدع في تحليل التناقضات و تمكن من فهم أسبابها و بواعثها و مخرجاتها.
إن رواية الجريمة و العقاب عمل فني أدبي عميق جدا، عمق الكاتب و سعة تجربته و خبرته و موسوعيته
اقتباسات من الجريمة والعقاب
إنني لم أنحن أمامك بل إنحنيت أمام ألام البشرية كلها .
إن الإنسان نذل حتى أنه يعود نفسه على تقبل كل شيء .
السلطة لا تعطى إلا للذي يجرؤ على الانحناء لأخذها .
إننا نحاول في بعض المناسبات قتل عواطفنا ،فنحمل حريتنا إلى السوق نعرضها،حريتنا و سعادتنا و راحتنا حتى و ضميرنا .. نعم كل شيء !
لتهلك حياتنا إذا كان في هلاكها اسعاد المخلوقات التي نحبها و نرجو لها السعادة!بل اننا نمضي إلى أبعد من هذا ،فنبتدع ما يحلنا من ذمتنا ، و نستعير حكمة اليسوعيين لنعتقد خلال وقت ما ،أننا قمنا بواجبنا ،و نقنع أنفسنا بأن ما كان ،إن هو إلا أحسن ما يمكن أن يكون ،و انه طالما أن النتيجة ستكون حسنة ،فإن الوسائل الى بلوغ هذه النتيجة تجد ما يبررها.نعم نحن هكذا.
لا بد لكل انسان من أن يجد و لو مكانا يذهب إليه،لأن الانسان تمر به لحظات لا مناص له فيها من الذهاب إلى مكان ما، إلى أي مكان !