مكتبة كل الكتب مكتبة كل الكتب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

وحي القلم



وحي القلم

تأليف مصطفى صادق الرافعي

تحميل الكتاب مجّانًا


يرسم مصطفى صادق الرافعي كتابه هذا بريشة الفنان، ويُزيِّن معانيَه بحُلِيِّ البيان، ويلوِّنه بحسن الإيمان، فتتداخل الحدود بين العالم المادي وعالم الإنسان، فلا يدري القارئ أحقيقةٌ ما يقرؤه في هذا الكتاب أم خيال؟! أعقلٌ هو أم جنون؟! حقًّا، لقد أفاد الرافعي بما فاض به خاطرُه، وجاد به فكرُه، وسال به قلمه، فسطَّر مجموعةً رائعة من النثريات، تباينتْ بين فصولٍ ومقالاتٍ وقصص عن مواضيع متنوِّعة، كتبها في ظروفٍ مختلفة وأوقاتٍ متفاوتة، فأخرج لنا في النهاية تحفةً أدبيةً استحقَّتْ أن تُسمَّى بحقٍّ «وَحْي القَلَم».

اقتباسات



وآلَةُ الوقوعِ والطَّيرَانِ بالإنسانِ شهواتُهُ ورغَباتُه؛ فإِن حَطَّتهُ شهوةٌ لا ترفعهُ, فقد أوبَقَتهُ وأهلكتهُ وقذفت بِهِ ليؤخَذ
 
وأشدُّ سُجُون الحياة فكرةٌ خائبةٌ يُسجَنُ الحيُّ فيها, لا هو مُستطيعٌ أنْ يدَعها, ولا هو قادرٌ على أنْ يحقِّقَها؛ فهذا يمتدُّ شقاؤُهُ ما يمتدّ ولا يزالُ كأنَّهُ على أولِهِ لا يتقدّم إلى نهاية؛ ويتألَّمُ مايتألَّمُ ولا تزالُ تُشْعِرُهُ الحياةُ أنَّ كلَّ ما فاتَ منَ العذابِ إنَّما هو بدْء العذاب
 
والحبُّ _إنْ كانَ حبَّا_ لم يكنْ إلا عذاباً؛ فما هو إلا تقديمُ البرهانِ مِنَ العاشقِ على قوةِ فعلِ الحقيقةِ التي في المعشوق, ليس حالٌ منه في عذابِه, إِلَّا وهي دليلٌ على شيءٍ منها في جَبَروتِها.
ولقد أيقنْتُ أنَّ الغرامَ إنَّما هو جنونُ شخصيةِ المحبِّ بشخصيةِ محبوبِه, فَيسقُطُ العالَمُ وأحكامُه ومذاهبُه مِمّا بينَ الشخصيتين؛ وينتفي الواقعُ الذي يجري الناسُ عليه, وتعودُ الحقائقُ لا تأتي من شيءٍ في هذه الدنيا إلّا بعدَ أنْ تمرّ على المحبوبِ لِتجئَ منه, ويُصبحَ هذا الكونُ العظيمُ كأنَّه إطارٌ في عينِ مجنونِ لا يحملُ شيئاً إِلّا الصورةَ التي جُنّ بها!
 
 

عن الكاتب

غير معرف

التعليقات


اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لأصحابها

مكتبة كل الكتب